في اليوم السّادس من شهر آذار 2019، عقد أصحاب السّيادة المطارنة الموارنة اجتماعهم الشّهريّ في الكرسي البطريركيّ في بكركي، برئاسة صاحب الغبطة والنّيافة الكردينال مار بشارة بطرس الرّاعي الكلّيّ الطّوبى، ومشاركة الآباء العامّين للرّهبانيّات المارونيّة. وتدارسوا شؤونًا كنسيّة ووطنيّة. وفي ختام الاجتماع أصدروا البيان التّالي:
1. يُبدي الآباء ارتياحهم إلى انطلاقة العمل الإجرائي، بعد أشهرٍ من التأخُّر في تشكيل الحكومة. وهم يدعون الى مزيدٍ من الإنسجام بين أعضائها وتعاونهم فريقَ عملٍ حول رئيسَي الجمهوريّة والحكومة، من أجل حسن التّصدّي السّريع للأزمات المُتراكِمة، ولا سيّما تلك التي تُصيب المواطنين في شؤونهم الحياتية، والبلاد في عصبها الاقتصادي بكل أبعاده: من زراعة وصناعة وسياحة وتجارة وخدمات
2. يُناشِد الآباء الأفرقاء السّياسيّين وضعَ حدٍّ للنّزاعات الجانبّية في ما بينهم، وتقديم مصلحة البلاد والشّعب على ما عداها. ويدعونهم الى التفاهم على الثوابت المصيرية، وأسس بناء الدّولة، والى التعالي على الشكليات. إنها الأبواب الرئيسيّة لتعزيز فرص الاستقرار المنشود.
3. في ما يتعلق بشأن النّزوح والنّازحين السّوريّين، يُحيّي الآباء رئيس الجمهوريّة على موقفه الواضح والحازم من هذا الموضوع، كما من موضوع اللّجوء الفلسطيني. ويرَون فيه تعبيرًا صادقًا عن مسؤوليّاته الدّستوريّة وعن مصالح البلاد. كما يُحيّون انسجام معظم المواقف السّياسيّة المحليّة مع هذا الموقف الرّئاسيّ. ويدعون إلى خطةٍ سياسيّة ودبلوماسيّة وميدانيّة تكون قاعدةً للتّفاوض مع الجهات المعنيّة الإقليميّة والدّوليّة من أجل تأمين العودة الآمنة والكريمة للنّازحين السّوريّين، بالتّرافق مع إجراءاتٍ تُؤمِّن عودة اللّاجئين الفلسطينيّين النّازحين من سوريا الى لبنان.
4. إذا كان طرح موضوع الزّواج المدنيّ للنقاش جدّيًّا، يرى الآباء وجوب تنوير الشّعب اللّبنانيّ حول مفهومه ومفهوم الزّواج الدّينيّ في المسيحيّة والاسلام، وتصحيح المُقارَبات القانونيّة بما ينسجم مع ثوابت الحرّيّة والعيش المُشترَك والعقائد الدّينيّة ومفاهيم النّصوص الوضعية ومقتضيات التّعديل فيها وفي الدّستور، مع واجب المحافظة على الوحدة الدّاخليّة كأساس.
5. دخلت كنيستنا زمن الصّوم، الذي هو زمن العودة الى الله والذّات والإخوة، بالصّلاة والصّيام وأعمال المحبّ ة والرّحمة. يدعو الآباء أبناءهم لعيش هذا " الزمن المقبول " بكلّ أبعاده بروح التّوبة الحقيقية التي تقود الى التّجدّد بالسّير نحو زمن الآلام الخلاصيّة والقيامة المجيدة. وهو ما تُشدِّد عليه رسالة الصّوم لصاحب الغبطة، التي تُشكِّل منارةَ اهتداءٍ لكنيستنا في ما تصبو إليه من إغناءٍ روحيّ لها في هذا الزّمن المُبارَك.